منذ أن تولى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سدة الحكم في بلاده، تتواصل خططه للتدخل في شؤون الدول العربية وانتهاك سيادتها، ونهب مقدراتها، تحت وهم إعادة الخلافة العثمانية.
وفي الصومال، الدولة العربية التي أنهكتها الحرب الأهلية، وتغلغل جماعات التطرف والإرهاب فيها، يسعى الرئيس التركي لتتريكها وتحويلها لولاية خاضعة له، وإبعادها عن محيطها العربي، وإلغاء هويتها العربية وطمسها، وذلك بتتريك أسماء الشوارع والمستشفيات، وإنشاء مدارس لتعليم الأطفال اللغة التركية، وارتهان قرار حكوماتها لصالح مشروعه في المنطقة والقرن الإفريقي.
في تطور لافت وفارق، أعلنت أكبر قبيلتين في الصومال تضامنهما وتحالفهما معا لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وكذلك الرئاسية بالتوافق وطرد الرئيس الحالي الموالي لقطر محمد عبد الله فرماجو وكافة رجال الدوحة من كافة القطاعات والأقاليم.
وأصدر مجلس قيادة قبائل "هبرغدير" بيانا قدم فيه تهنئته ودعمه لنتائج وقرارات مؤتمر عشائر "مودولود" الذي عقد في مقديشو في الفترة ما بين 3 إلى 5 من أغسطس الجاري.
ومن جانبه أصدر الأمين العام لتحالف الاعلامين والحقوقيين الأفارقة بكي بن عامر، بيانا أعرب فيه عن شديد قلقه تجاه تزايد العمليات الإرهابية في القرن الإفريقي، وحذر من تحول حكومة فرماجو بالصومال الى راعية للإرهاب والتطرف والتي باتت حسب البيان، تهدد المنطقة من خلال تورطها الصريح وتحويل أراضيها ومعسكراتها إلى حاضنة للمرتزقة الإرهابيين لتحويلهم إلى ليبيا بتنسيق مع حكومة السراج وبرعاية تركية وقطرية.
وأضاف البيان، أنه " لم تكتف تركيا بزج أكثر من ١٧ ألف مرتزق من الجنسية السورية وفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان. بل إلتفت مع حليفتها قطر إلى تجنيد آلاف المرتزقة من الصوماليين للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق وميليشياتها."
و أكد على أن معلومات مؤكدة، تشير الى وجود أكثر من 2000 صومالي تم نشرهم من قبل قطر وتركيا في مناطق المواجهة بليبيا. وأن " قطر قامت منذ سنوات بتجنيد أكثر من 5000 آلاف شاب صومالي للإنضمام إلى جيشها."
و أشار الأمين العام الى أن سكان دولة صوماليلاند، يعيشون عزلة مفروضة وحصارا مبرمجا من طرف حكومة فرماجو وبدعم مالي ولوجستيكي واعلامي من تركيا وقطر، والى محاولاتهم لضرب استقرار المنطقة وتحويلها إلى ساحة إلى الاقتتال وتجييش الارهاب وزرع الصراعات لخدمة مصالحهم في إطار الإستعمار الجديد لإفريقيا، بقيادة دوائر الاستخبارات في الدوحة وأنقرة وعملائهم في الصومال. وقد باتت أدوارهما معروفة في دعم حركة الشباب الصومالي الموالية لتنظيم القاعدة .
وأوضح البيان أن التحالف القطري التركي يتآمر على القرن الافريقي وعديد المناطق بأفريقيا، و استغلال الأوضاع الأمنية والاجتماعية المزرية لحشد المزيد من الشباب وتحويلهم كمرتزقة حروب لديها.
و في الأخير حذر تحالف الاعلامين والحقوقيين الأفارقة من تصاعد الازمات في دول القرن الافريقي ودعا الاتحاد الافريقي الى " إرسال لجنة تحقيق حول مساعي قطر وتركيا لتأسيس تنظيم مسلح جديد في مقديشو يهدف إلى توسيع دائرة العنف وتمزيق أواصر القرابة والهوية بين شعوب دول القرن الافريقي. "
تعليق