الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

هل يؤدي الرجوع الى الطبيعة مساعدة الأنهار والبحيرات على التعافي من الملوثات

نهر مائي

يؤدي تباطؤ جريان الأنهار وانحسار البحيرات جراء انخفاض مستويات المياه، إلى زيادة معدل الرواسب خاصة الرمال والطمي وجزيئات التربة الأخرى في قاع الأنهار والبحيرات ما يشكل خطرا كبيرا على نمو النباتات ويلحق الضرر بالعناصر الغذائية التي تشكل مصدر حياة للأسماك والكائنات المائية الأخرى.

وقد دقت وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة ناقوس الخطر إزاء ذلك، إذ قالت إن التلوث الناجم عن الرواسب الكيماوية السامة أدى إلى أضرار بيئية بلغت حوالي 16 مليار دولار سنويا. وأعادت الوكالة زيادة معدل الرواسب إلى تآكل التربة وزيادة تعدي الإنسان على المساحات الخضراء.

ورغم ذلك، يشير موريللو إلى أن هذه الرواسب قد تكون حيوية للنظم البيئية في مناطق دلتا الأنهار والأراضي الرطبة الساحلية الواقعة بعيدا عن مجرى الأنهار. لكنه يشدد على أن هذا الأمر قد يؤثر على "طرق هجرة الأسماك الى أعلى النهر أو على توافر العناصر الغذائية للمجتمعات والكائنات التي تعيش قرب الأنهار والبحيرات".

يجمع العلماء على أن السبيل الوحيد للمساعدة على عودة الحياة مرة أخرى إلى الأنهار والبحيرات، هو خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وبالتالي تقليل ارتفاع درجات حرارة الأرض. ويؤكد العلماء على أنه حتى في هذه الحالة، فإن الحصول على نتائج ملموسة في الأنهار والبحيرات سوف يستغرق وقتا طويلا قد يمتد لعقود.

ورغم ذلك، فإن هناك خطوات يمكن القيام بها لمساعدة البحيرات والأنهار على التعافي. ويقول الباحثون إن من بين هذه الطرق التشجير حول الأنهار والبحيرات والممرات المائية لمنع ارتفاع درجة حرارة المياه، وهي تجربة قد أتت بثمارها في بريطانيا حيث جرى زراعة أكثر من 300 ألف شجرة على طول ضفاف الأنهار والجداول في جميع أنحاء البلاد.

وقد ساعد هذا الغطاء النباتي في توفير الظل للمجاري المائية وخفض درجات الحرارة في الأنهار الصغيرة بمعدل ما بين 2 إلى 4 درجات مئوية، وقد أدى ذلك إلى تكاثر الأسماك خاصة السلمون. كذلك عملت الأشجار على انتشار النباتات والكائنات الحية ومنع تآكل التربة وقللت معدل الترسيب والتلوث في الأنهار مع ظاهرة الاحتباس الحراري.

بناء السدود وغيرها من الإنشاءات العمرانية على الأنهار، يؤثر على قدرتها في تحمل ارتفاع درجات الحرارة فضلا عن إضعاف قدرتها على الاحتفاظ بالمياه في حالات الجفاف والفيضانات. وفي هذا السياق، فإن إعادة تأهيل الأنهار وإعادتها إلى الطبيعة يعد الحل الأمثل وذلك من خلال إزالة السدود غير المستخدمة وغيرها من الحواجز المائية مما يسمح بتدفق المياه.

وفيما يتعلق بأوروبا، فقد بلغ عدد الحواجز على الأنهار والجداول أكثر من 1,2 مليونا، وفقا لبيانات صدرت عام 2020. وفي هذا السياق، يقول تحالف بيئي يضم الصندوق العالمي للحياة البرية ومؤسسة الهجرة السمكية العالمية ومؤسسة إعادة بناء أوروبا، إنه جرى تسجيل إزالة 239 حاجزا مائيا في 17 دولة أوروبية خلال عام 2021 خاصة في إسبانيا وفرنسا والسويد.

ويضيف تحالف بأن "إزالة السدود في أوروبا" قد ساعد في عودة الأنهار إلى حالتها الطبيعية بشكل أسرع، وهو الأمر الذي لاقى إشادة من خبراء المياه. وفي هذا السياق، يقول موريللو إن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تعافي الأنهار، لكن بشكل عام "نحتاج إلى تقليل الضغط الناجم عن الأنشطة البشرية على النظم البيئية للمياه العذبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق