الخميس، 22 يونيو 2023

الإعلام والتكنولوجيا الرقمية .. تطور مستمر وتحديات جديدة

التكنولوجيا الرقمية

تمر صناعة الإعلام العالمية بنقطة انعطاف حادة تحت تأثير التطورات التكنولوجية المتسارعة. يتوقع معظم الخبراء نهاية تامة للصحافة الورقية خلال عقد أو عقدين من الزمن على الأكثر. الإعلام والتكنولوجيا الرقمية في تحدي مستمر من أجل التوافق ومواكبة تفضيلات الجمهور حول الأساليب والأنماط المناسبة لهم.

لكن هذه ليست المسألة الوحيدة التي تواجه الإعلام، فحتى الإعلام التقليدي الذي تحوّل إلى رقمي بالكامل، بات يواجه تحديات كبيرة من حيث العائدات بسبب هيمنة شركات الإنترنت الكبرى -مثل غوغل وفيسبوك- على سوق الإعلانات الرقمية. ويواجه أيضاً تحديات أخرى ناجمة عن وقوعه تحت ضغط اللحاق بالتطورات التكنولوجية المتسارعة التي تؤدي إلى تغيير عادات القراءة لدى الناس.

تبدو مهمة استشراف مستقبل البلدان غير المتقدمة من زاوية تأثير التكنولوجيا على مختلف قطاعات الحياة فيها، سهلة نسبياً. فالمستقبل في هذه البلدان غالباً ما يكون ماضياً في البلدان المتقدمة, وأصبح واضحاً أن الإعلام العالمي يتجه نحو الوسائط الرقمية والمتنقلة، لكن هذا لا يعني أن جميع الوسائط الأخرى ستختفي كلياً في المستقبل القريب

ففي الولايات المتحدة توقفت كثير من الصحف والمجلات عن إصدار نسخها الورقية قبل فترة طويلة، فقد أوقفت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” إصدار نسختها الورقية عام 2009، وتبعتها مجلة “يو.أس نيوز أند وورلد ريبورت” عام 2010، ثم مجلة نيوزويك عام 2013. وحذت حذوها العديد من الصحف والمجلات الأميركية والإنجليزية والفرنسية، وغيرها.

أما عربياً، فقد تحولت إلى النسخة الإلكترونية عام 2013، وسبقتها إلى ذلك مجلة “الآداب” اللبنانية عام 2012. وكانت صحيفة “السفير” التي توقفت عن الصدور مطلع العام 2017، آخر الضحايا.

سجلت إعلانات الإنترنت عام 2016 نحو 177 مليار دولار عالمياً، وهو ما يعادل ثلث إجمالي الإعلانات من كافة الأنواع المسجلة في نفس العام. ونالت غوغل الحصة الكبرى بنحو 79.4 مليار دولار، بينما حلت فيسبوك في المرتبة الثانية بنحو 26.9 مليار، وإذا ما أضفنا إليهما ما نالته بايدو ومايكروسوفت وياهو وفرايزون وتويتر، وجدنا أن هذه الشركات السبع ظفرت بثلاثة أرباع عائدات إعلانات الإنترنت في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق