شهدت البلوكتشين والعملات الرقمية أحد أفضل فتراتها في عام 2020، فقد تمكّنت من استعادة قيمتها التي خسرتها خلال منتصف شهر مارس بسبب جائحة كورونا، كما أنّ بعضها تجاوز تلك القيمة بشكل كبير أيضاً، ومن بين العوامل الكثيرة التي ساعدتها على ذلك كان زيادة ثقة الشركات والمؤسسات بفعاليتها كأداة استثمارية تستطيع المحافظة على قيمتها.
اليوم ومع تجاوز عملة بيتكوين حاجز الـ $40,000 لأوّل مرة في تاريخها، بات من الواضح أنّ هذه العملات قد تكون جزءاً مهماً من النظام المالي العالمي مستقبلاً، وذلك بالإضافة لكثير من التطبيقات الأخرى التي يمكن عملها باستخدام بلوكتشين، وفهم دور هذه التقنيات الجديدة في تغيير قطاع الخدمات المالية والمصرفية حول العالم.
تلعب المصارف دوراً مهماً كوسطاء في الاقتصاد العالمي عن طريق تسوية المعاملات المالية وتنسيق وإدارة الأصول المختلفة وغيرها الكثير من الأمور الأخرى أيضاً، وبسبب ذلك دائماً ما كانت الأطراف المستفيدة من هذه المعاملات مضطرة للوثوق بالمصارف وسجلّاتها وبنيتها التحتيّة التي أصبحت تعتبر قديمة بمعايير اليوم. من الممكن أن تلعب تقنية بلوكتشين دوراً كبيراً في تغيير ذلك، حيث أنّها تقدّم الكثير من الميزات والخصائص المفيدة التي تساعد على حلّ الكثير من المشاكل الحاليّة.
قد تبدو عبارات مثل “إلغاء دور الوسطاء” مخيفة بالنسبة للبعض عند التفكير بتأثيرات بلوكتشين على المصارف وغيرها من القطاعات المالية، ولكن في الواقع ليس من الضروري أن يتمّ التعامل مع بلوكتشين بهذا الشكل، حيث أنّها من الممكن أن تساعد على “تقليل دور الوسطاء” بدلاً من إلغائه بالكامل، وبذلك يصبح هنالك موازنة ما بين الميزات التي تقدّمها الأنظمة المالية المركزيّة المتمثّلة بالمصارف على سبيل المثال والأنظمة اللامركزية المتمثلة بالبلوكتشين والعملات الرقمية مثل بيتكوين.
تستطيع بلوكتشين أن تساعد على تسوية المعاملات المالية والتجارية بوقت أقصر وتكاليف وجهد أقل أيضاً، كما من الممكن تسهيل الوصول لرأس المال وعمليات الاقتراض خاصة في البلدان التي لا تمتلك أنظمة بنكيّة حديثة. هنالك الكثير من تطبيقات البلوكتشين المتعلقة بالمجال المالي والتي بدأت بالانتشار خلال السنوات الأخيرة، وذلك يشمل العقود الذكية والعملات المستقرة ومنصات التمويل اللامركزي (DeFi) والعملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDC
تعليق