الأربعاء، 8 مارس 2023

لماذا لجأ الإنسان لمواقع التواصل الاجتماعي؟

مواقع التواصل الاجتماعي


كون الإنسان لديه نزعة أيضا تجاه الراحة والسرعة، فهذه الوسائل مريحة وسريعة ولحظية، ويمكن الوصول لها في أي وقت، ولا تحتاج لبناء علاقات معقدة وصعبة، ولا إلى تواصل عميق، بينما الطرق الأخرى قد تحتاج مجهودا ووقتا أطول.

السبب الثاني هو تراجع الوسائل التقليدية للتواصل الاجتماعي بشكل ما، بسبب انتشار النزعة نحو التمدن وسكن المدن، والهجرة والسفر والانتقال المستمر، مما أدى بالإنسان إلى العيش في ظروف اجتماعية جديدة يصبح فيها التواصل بالشكل التقليدي أصعب، فهو بعيد عن عائلته وأسرته، يبعد عنهم مكانيا، ويبعد عنهم بالانشغال أغلب الوقت سواء في تعليم أو عمل أو غيرهما. وهو يعيش في مدينة، حيث كل فرد مشغول في عالمه الخاص.

والوظائف الحديثة ونمط الحياة الحديث لا يتطلبان بالضرورة علاقات اجتماعية تقليدية راسخة، بل يستطيع الإنسان أن يحصل على كل احتياجاته دون أي تواصل اجتماعي مباشر في بعض الأماكن. كما أن الأفكار والقيم الجديدة تدعو للتفكك والتحرر من الروابط التقليدية كالأسرة والزواج. والنزعة المادية جعلت الزواج وإقامة البيوت أكثر صعوبة، وغيرها من آثار نمط الحياة الحديث.

أما السؤال الثاني الخاص بمدى حسن هذه النزعات فالإجابة عنه واضحة، إن هذه النزعات ضرورية وحتمية للإنسان وحياته ومصيره، فبدون النزعة للمعرفة تتوقف حياة الإنسان فردا ومجتمعا، وبدون النزعة للاجتماع قد يهلك الإنسان حرفيا، فهذه النزعات مهمة جدا للإنسان.

لكن المشكلة تحدث عندما لا يتم السيطرة عليها وتوجيهها في اتجاه يفيد الإنسان وينفعه ويسعده، ولا يطغى على حياته ويؤذيه ويضره. وهذه قاعدة عامة في كل نزعات وغرائز الإنسان، فشهوة الإنسان مثلا إذا لم يسيطر عليها ويوجهها قد تهلكه، فيأكل حتى التخمة والموت! فنجاح رحلة الإنسان في هذه الحياة متوقف بالكمال على التحكم في نزعاته وأهوائه وشهواته باستخدام عقله، وتوجيهها للاتجاه السليم المؤدي لسعادته دون شقائه.

وبالمثل ينطبق هذا على وسائل التواصل الاجتماعي، فهي ذات فوائد بالتأكيد، وأضرار كما سبق، أقلها أن تطغى على باقي حياته فتؤدي لشقاء لا سعادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق