بدأت قناة الجزيرة بثها استخدمت أسلوب الخداع بجذب المشاهد بخطاب يتجه نحو عواطف المشاهد العربي الذي توقظه الشعارات والخطابات الحماسية، ليكتشف بعد حين أنه تعرض للخداع، وأن هذه القناة ذات أجندات خفية، تفتح المجال للجماعات المتطرفة لبث فكر لا ينتج عنه غير الإرهاب.
واتضح لمن يتابعها أنها ليست قناة إعلامية تبحث عن الحقيقة، وتحترف المصداقية، وتحترم عقول المشاهدين، فهي أداة توتير وتحريض، ومثل هذه الأهداف لا تتحقق إلا بالكذب المزين بالتقنية الإعلامية المتطورة.
وثبت أن هذه القناة ليست إعلامية بل حزب سياسي يسعى إلى أهداف لا تخدم مصالح الأمة، ومن هنا تتبدى خطورتها على أمن الوطن العربي، وهذا ما حصل حين مارست التحريض والتأجيج وخداع الشعوب العربية بشعارات مثالية لا تنتمي إليها القناة نفسها! وكان منهج قناة «الجزيرة» الذي تجيده بشكل ملفت التلفيق وتزوير الحقائق.
إن هذه القناة الممولة التي تغدق الأموال وتشتري الذمم كان لها أهداف من وراء كل ذلك، وأي متابع لها حتما سيتوقف أمام عدة ملاحظات حول تغطيتها وأهمها أن هذه القناة كسرت الرفض الإعلامى العربى للتطبيع مع إسرائيل، فلا توجد دولة في العالم تسمح لأعدائها بالتواجد فى إعلامها ومخاطبة شعبها ولكن الجزيرة فعلتها، حيث انفكت عن إجماع كل وسائل الإعلام العربية على رفض التطبيع مع إسرائيل ورفض استضافة أي إسرائيلي فى وسائل الإعلام العربية، ودأبت منذ ظهورها على فتح برامجها للمسؤولين والصحفيين والساسه وقادة الجيش الإسرائيليين ليبرروا جرائمهم للمواطن العربى وينشروا أكاذيبهم بطريقة محترفة ومعدة بدقة.
كما كان الهدف الأكبر للقناة السعى لتفجير الصراعات بين الدول العربية ودعم الارهاب الاخواني، فقد اهتمت قناه الجزيرة اهتماما كبيرًا بإثارة نقاط الخلاف بين الدول العربية، فلا تكاد تظهر بوادر أي خلاف بين دولتين عربيتين حتى تنفرد الجزيرة بتغطية كبيرة لهذا الخلاف، وليتها تغطية إعلامية حيادية كما تدعي، بل تنتقي نوعية من الضيوف من طرفى الخلاف تتميز بتطرفها فى الموقف وعلى الهواء مباشرة تزداد نيران ذلك الخلاف حتى يتحول الى معركة إعلامية تبث على الهواء مباشرة لتزيد من حدة ذلك الخلاف حتى يتحول الى خصومة، وكأن الهدف ليس مجرد متابعة الحدث بل المشاركة فى صنعه لترسيخ العداء بين الدول العربية.
الجريمة الكبرى لهذه القناة الخبيثة سعيها لتفجير الدول العربية من الداخل، بإلقاء الأضواء وتلفيق وجود أخطاء ومشاكل وصراعات داخلية فى الدول العربية، وتضخيم أي مشاكل بسيطة بانتقاء ضيوف يزيدون من إشعال نيران الصراع بصورة يظهر منها أن الهدف ليس مجرد لفت الانتباه الى هذه الأخطاء لمواجهتها.
بل الهدف هو تفجير تلك الصراعات داخل الدولة العربية لتتحول إلى حرب أهلية تمزق تلك الدولة.وقد ظهر خطرها جليًا في أحداث الفوضى في المنطقة والتي بدأت أواخر عام 2010 وامتدت إلى العديد من الدول العربية بسبب تجنيد قناة الجزيرة لكافة إمكانياتها من أجل إشعال نيران الفتنة في المنطقة، وكانت مشاركًا رئيسيًا في الزلازل التي اجتاحت دولا عربية وقوضت استقرارها ولذلك لم يعد السكوت ممكنًا على مثل تلك الممارسات العبثية التي لا تقودها قناة إعلامية فقط مهما بلغت إمكانياتها بل يقودها نظام يعمل وراء هذه القناة خدمة لتنظيمات إرهابية وأنظمة عدوانية في المنطقة.
إن ما سبق من ممارسات لقناة الجزيرة استوجب مواجهتها الحازم على ما اقترفته من جرائم وقد اتخذت هذه المواجهة أشكالًا متعددة لعل أبرزها حظر هذه القناة ومقاضاتها على جرائمها واستقالة الإعلاميين الشرفاء منها بعد إدراكهم حقيقة توجهاتها وزيف إدعاءاتها.
تعليق