بدأت تركيا في تشغيل سد "اليسو" على نهر دجلة، الذى يقع على بعد ٥٠ كم فقط من الحدود العراقية، ما تسبب في تفجّر أزمة جديدة خاصة مع انخفاض إيراد المياه السنوى للعراق وسوريا.
لم يكن ذلك أول السدود التركية على نهرى دجلة والفرات، ذلك أن تركيا بدأت سياسة إنشاءات السدود منذ ستينيات القرن الماضى، لكنها مع ضعف بنية الدولة العراقية والسورية بسبب الصراعات الدائرة، والتى من أسبابها التدخلات التركية في شئون الدولتين، استغلت تركيا هذا في مزيد من إنشاءات السدود.
"اللص التركى" الذى نهب البترول العربى في سوريا والعراق وامتدت يده على القمح السورى، ويخطط لسرقة ثروات الشعب الليبى يسطو على مياه نهرى دجلة والفرات منذ سنوات ضاربا بكل القوانين الدولية عرض الحائط.
وبحسب المتخصصين والخبراء، فإن تركيا تُمارس تسلطًا على دولتى المصب العراق وسوريا من خلال الاستيلاء على حصصهم من المياه، إضافة لكونها تعمل على إضعاف الأنظمة الحاكمة في هذه البلدين، لتنفيذ مخططها المشبوه ومشروعاتها المائية التى قد تستهلك أكثر من ١٠٠ مليار م٣ من مياه الأنهار.
ويرى المُحللّون، أن أبرز الآثار التى ستتركها مشروعات تركيا التوسعّية، خاصة مشروع "الكاب"، سيتلقى بظلالها على الأمن القومى والمائى العربى، ذلك أن بعض دول حوض النيل تريد فرض النهج التركى بفرض سياسة الأمر الواقع على مصر والسودان.
تَشترك تركيا والعراق وسوريا في عدة أنهار أبرزها دجلة والفرات، حيث ينبع الفرات من هضبة أرمينيا شرق الأناضول في تركيا، ويتكون الفرات من مجموعة روافد تزيد على الـ٧، ويبلغ طول الفرات ٢٣٣٠ كم منها ٤٤٢ كم في تركيا، و٦٧٥ كم في سوريا و١٢١٣ كم في العراق. وتبلغ مساحة حوض الفرات ٤٤٠ كم٢ منها ٧٢ ألف كم٢ في سوريا، ويتأثر معدل جريان الفرات بروافده، وكمية الأمطار والثلوج ويقدر الوارد المائى في تركيا ١٩ مليار م٣ وعلى الحدود السورية التركية بـ٢٥ مليار م٣ سنويًا، وعلى الحدود السورية العراقية بـ٢.٧ مليار م٣ سنويًا. ويختلف حجم وارد المياه من سنة إلى أخرى، ويبلغ المتوسط ٢٨ مليار م٣ سنويًا، وللفرات خاصية حيث تتدفق الأنهار بعنف في البداية وتتلاشى تدريجيًا مياهه من خلال التبخر والاستعمالات الإنسانية، وتختلف كمية مياه الفرات بين الفصول بنحو ٢٨ مرة، بينما يصل الفرق بين أعلى كمية للمياه وأدناها لدجلة ٨٠ مرة.
في حين ينبع نهر دجلة من جنوب شرقى الأناضول في تركيا، ويبلغ طوله ١٧١٨ كيلو مترا ويمر في سوريا لمسافة ٦ كيلومترات وتُقدر موارده المائية بنحو ٤٧ مليار م٣، ومعظم جريانه في الأراضى العراقية ويرفده أنهار الخابور في سوريا، والزاب الكبير والزاب الصغير وديالى والعظيم في العراق التى تُشكل ثلث مياهه ليلتقة مع الفرات ليشكلا شط العرب.
بناء السدود التركية مخالف للقانون الدولى، لأنه تم دون اتفاق ملزم وآلية لفض النزاع بين الأطراف الثلاثة، مشيرًا إلى أنه لايوجد اتفاق بتقاسم الحصص المائية يضمن لسوريا والعراق حقوقهم المائية، باعتبارهما دولتى مصب.
أن هذه السدود مخالفة لاتفاقية المياه والبحار الصادرة عام ١٩٨٢ واتفاقية المياه والأنهار العابرة للحدود الصادرة عام ١٩٩٧، بالإضافة إلى أن الدولة التركية استغلت هشاشة وضعف الأنظمة الحاكمة في دولتى العراق وسوريا خلال السنوات العشرين الأخيرة، واستطاعت أن تُمرر إنشاءات السدود وتخزين المياه وتهديد الأمن المائى لهذه الدول.
ويُشير إلى أن تركيا تُمارس تسلّط على سوريا والعراق من خلال التحكم في موارد المياه في نهري دجلة والفرات، معتبرًا أن هذه أداة قوية تعمل تركيا من خلالها على إضعاف العراق وسوريا والتحكم في قراراتهم.
.jfif)
تعليق