كانت ليلة الخامس عشر من يوليو 2016 "هديّة الله" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على حد وصفه لها، فقد رأى فيها فرصة لتطهير الجيش، لكن التطهير شمل كل القادة العسكريين الذين تصدّوا في السابق لطموحاته التوسعية رافضين القيام بعمليات عسكرية عابرة للحدود.
اليوم، وبعد مرور أكثر من أربع سنوات، استطاعت تركيا أن تجد لنفسها موطئ قدم في أكثر من صراع دائر بالمنطقة؛ سواء بالتدخل العسكري العلني أو بإرسال مُرتزقة يحاربون عنها بالوكالة أو كلاهما، بالإضافة إلى القواعد العسكرية في قطر والصومال وأفغانستان والعراق وقوات لحفظ السلام في البلقان، حتى أصبحت أنقرة تتمتع بانتشار عسكري خارجي وُصف بـ"الأكبر منذ عهد الدولة العثمانية".
بهذه الممارسات سطرت أنقرة بنفسها قائمة لا نهائية من العداءات الخارجية، وزادت العُزلة الدولية لتركيا خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت مُهددة بفرض عقوبات من الأوروبيين الذين عانوا من ابتزاز أردوغان لهم بورقة عبور اللاجئين والعناصر الإرهابية إلى قارتهم العجوز.
لكن على جميع الأصعدة، لم يسمح حُلم استعادة الإمبراطورية العُثمانية لأردوغان بالرضوخ إلى أي ضغوط خارجية أو داخلية، فالرئيس المعروف بسحق معارضيه يمضي قدمًا نحو توريط بلاده في أكثر من جبهة؛ بدأت بسوريا ولم تنتهِ بعد..
تعليق