في دمشق كان ينادي عليها الباعة الجوالون بالقول: "أول فواكه الشام يا عوجا.." فقد كان نزولها في الأسواق إيذانا برحيل الشتاء وقدوم فصل الربيع.. وفي إدلب ينادون عليها بـ: "العقابية الغضة للأسنان الفضة".. وتتعدد المسميات ما بين العوجا والعقابية واللوزية.. لكنها تبقى تعبيرا عن فاكهة شهية لعل أكثر ما يميزها أنها تبدأ النزول إلى الأسواق بأسعار مرتفعة، ثم ينخفض سعرها تدريجيا تبعا لانخفاض درجة طراوتها وقسوتها.عن العوجا أو العقابية التي يبحث عنها أهل الشام في إدلب.. وعن موسمها الشهي والقصير.. كان لنا هذا التحقيق عن واحدة من أجمل ثمار وتباشير الربيع في حياة الكثير من السوريين.
مع أنها مثيرة لشهية من ينتظرون نزولها إلى الأسواق من عام إلى آخر.. وتكاد تكون في نظرهم لا تقاوم مهما ارتفع سعرها، إلا أن هذا لا يمنع أن يقوم الباعة بتزيينها بحبات الطاطم والفراولة أو الفيلفلة الحمراء وحتى الورود أحيانا لجذب الانتباه إليها بطريقة عرضها الجميلة، حيث باتت العوجا على اختلاف مسمياتها لدى السوريين تصل للمحرر عن طريق الاستيراد بعد سيطرة ميليشيات أسد الطائفية مؤخراً على مساحات زراعية واسعة كانت تنتج في غالبيتها تلك الفاكهة، وحول مصادرها وأنواعها تحدث لأورينت نت (عبد الرحمن مواس) الذي يعمل تاجرا في سوق هال مدينة إدلب قائلاً "أغلب أنواع العوجا تأتينا من تركيا عبر معبر باب الهوا الحدودي ضمن برادات مختلفة الحجم، تصل إلى التجار عبر وساطة تجارية معروفة كاستيراد أي سلعة مصرّح بدخولها للمحرر، ومن جهة أخرى تصل من المنطقة الساحليةالمسيطر عليها من قبل نظام أسد عبر معبر "التايهة" بمناطق سيطرة الميليشيات الكردية ومنه إلى مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ومن ثم إلى إدلب عبر معبر الغزاوية، وأضاف (المواس) "نسبة قليلة جداً من فاكهة العوجا البلدية تدخل الأسواق بشكل متقطع من مصادر إنتاح محلية مثل منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي كبلدات الحمامة واليعقوبية والغسانية ومحيطها على سبيل المثال، ولكن بيعها يكون أقرب إلى أماكن زراعتها فمن النادر وجود العوجا البلدية في كل مكان من المحرر، لعدم تغطية الكمية لحاجة السوق المحلية"
تعليق