الأحد، 19 يونيو 2022

هل بإمكان وكالة ناسا إرسال البشر مرة أخرى إلى القمر بحلول عام 2024

الانسان على سطح القمر

بعد انقضاء خمسة عقود على إرسال البشر إلى القمر، كُلِّفَت وكالة ناسا بمهمة تكرار هذا الإنجاز بحلول عام 2024، وهو الموعد النهائي الطَّموح الذي حدده فريق الرئيس الأمريكي، لكنْ ليس واضحًا كيف ستتخطى وكالة الفضاء بعض التحديات التقنية، والسياسية، والتمويلية الهائلة؛ لتنفيذ هبوط على القمر خلال أربعة أعوام ونصف عام فقط.

عن ذلك.. يقول رايان واتكينز، العالِم المتخصص في دراسة القمر في معهد علوم الكواكب، الكائن في سانت لويس بولاية ميزوري: "إذا تهيأت الظروف جميعها معًا بشكل مناسب؛ فستتمكن ناسا من تنفيذ المهمة بنجاح"، غير أنه يستدرك قائلًا: "لكنْ يجب أن تتهيأ الظروف جميعها".

وما زال على قادة وكالة ناسا اتخاذ قرارات أساسية حول كيفية سير هذه المهمة القمرية، المسماة «أرتميس» Artemis، نسبةً إلى الشقيقة التوأم لـ«أبولو» Apollo في الميثولوجيا الإغريقية. فالوكالة لا تمتلك صاروخًا جاهزًا لإرسال طاقم بشري إلى الفضاء السحيق، كما أنها لم تُطَوِّر مركبة إنزال؛ للهبوط على سطح القمر منذ برنامج بعثة «أبولو»، الذي انتهي في عام 1972. ,هناك أيضًا الكونجرس، الذي يتحكم في ميزانية الوكالة، والذي يبدو أن اهتمامه برصد الأموال لإتمام البعثة الفضائية إلى القمر قد بدأ يفتر على نحو متزايد.

فقد أطلقت سلسلة من البعثات الفضائية القمرية غير المأهولة على مدار العقد الماضي، وفي يناير من العام الحالي، أصبح مسبارها «تشانجا-4» Chang’e-4 أول مركبة فضائية تُطْلقها دولة للهبوط على الجانب البعيد من القمر. ويقول المسؤولون الصينيون إن هناك أربع مهمات روبوتية أخرى ستتبع هذه المهمة، بدءًا من مهمة «تشانجا-5» Chang’e-5، التي قد تنطلق في أمد قصير لدرجة مدهشة - في ديسمبر من العام الحالي - لتعود بعيّنات من صخور القمر، وتربته.

وبينما تسعى وكالة ناسا جاهدة لتحقيق هذا الهدف الطموح، تسلك الصين خطى ثابتة على طريق إرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الواحد والعشرين، ويتوقع باحثو القمر أن تقوم هذه المهمات بتنفيذ تجارب علمية، وإرساء دعائم تأسيس قاعدة مستقبلية على سطح القمر.

ويقول كريستوف بايشل، الباحثُ من معهد لندن لسياسات الفضاء، وقوانينه: "خلال العقد القادم، أو العقدين القادمين، سنرى حتمًا رائد فضاء صينيًّا، تطأ قدماه سطح القمر". 

وتراهِن ناسا على قدرة شركائها التجاريين على مساعدتها في الوصول إلى القمر مجددًا؛ وذلك من خلال تَوَلِّيهم لبعض المهام المحورية التي كانت تتولاها الوكالة خلال حقبة «أبولو». وتتضمن هذه المهام إرسال التجارب العلمية والتقنية إلى سطح القمر؛ لإرساء الأساسات اللازمة لإرسال بعثة فضائية لاحقة تحمل طاقمًا بشريًّا. ومن ثم، ففي شهر مايو الماضي، أعلنت وكالة الفضاء أنها قد وقّعت عقودًا مع ثلاث شركات، سوف تحمل كل منها إلى القمر - على متن مركبات إنزال روبوتية - عددًا من التجارب، يصل إلى 14 تجربة.

وتعتزم إحدى هذه الشركات، وهي  شركة «أوربيت بييوند» Orbit Beyond في مدينة إديسون بولاية نيوجيرسي، إرسال مركبة إنزال إلى سهل الحمم البركانية، الموجود على سطح القمر، والمسمى «مير إمبيريوم» Mare Imbrium، في الربع الثالث من عام 2020. وعن ذلك.. قال جون مورس - المدير العلمي لشركة «أوربيت بييوند» - خلال مؤتمر عن موارد الفضاء في جولدن بولاية كولورادو في يونيو عام 2019 إنّ مسبار الشركة سوف يحمل معدات لوكالة ناسا، من بينها جهاز لمراقبة مستوى الإشعاع الكوني، الذي سوف يتعرض له رواد الفضاء. ومن الجدير بالذكر أنه سبق أن أُرسِلَت تجارب لمراقبة الإشعاعات إلى القمر؛ من بينها تجربة أرسلها مسبار «تشانجا-4».

وتتصور وكالة ناسا أنه على مدار الأعوام القليلة القادمة سوف تستمر الشركات الخاصة في إرسال مسابير متزايدة التعقيد إلى القمر. وهذه قد تفضي إلى إرسال مهمة روبوتية؛ لجمع الصخور القمرية، واستطلاع مواقع الهبوط؛ تمهيدًا لمهمة تحمل طاقمًا بشريًّا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق