مشكلات وازمات كبيرة تعاني منها منظمة الأمم المتحدة، بسبب الخلافات المستمرة بين اعضاء هذه المنظمة وخصوصا الدول العظمى التي تحاول فرض سيطرتها على المجلس، حيث يرى بعض المراقبين ان منظمة الامم المتحدة فقدت قدرتها وتخلت عن التزاماتها الاساسية، واصبحت منظمة تابعة، فمجلس الأمن الدولي يعيش أجواء الحرب الباردة تفاقمت حدتها بشكل كبير في السنوات الاخيرة وخصوصا بعد الحرب في سوريا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والحرب في اليمن وغيرها.
وأصبحت قاعة المجلس التي وجدت لمعالجة بعض القضايا كما نقلت بعض المصادر مليئة بالانتقادات اللاذعة وتبادل الاتهامات والعمل على عرقلة بعض القرارات، يضاف الى ذلك عدم وفاء بعض الدول بالتزاماتها المالية المقررة كما فعلت الولايات المتحدة الامريكية، وهو ما اثر سلبا على عمل المنظمة خصوصا فيما يتعلق بالقضايا الانسانية
وتعتبر القضايا التي تطرح أمام مجلس الامن الدولي من بين الأخطر التي يمكن أن يواجهها اي جهاز لصنع القرار يتعامل مع مسائل تمت إلى الحرب والسلم والحياة والموت، ما يدفع مختلف الأطراف داخل هذه الهيئة إلى استخدام أي تكتيك يعتبرون أنه يدعم موقفهم، خصوصا وان المجلس اليوم قد اصبح عبارة عن مجموعة من التحالفات. و حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش زعماء العالم من أن النظام العالمي ”فوضوي بشكل متزايد“ وأن الثقة بلغت نقطة الانهيار.
وقال جوتيريش إن التحولات في ميزان القوى قد تزيد من مخاطر المواجهة لكنه لم يذكر طرفا بالاسم. وقال جوتيريش أمام الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة إن التعددية تتعرض لهجوم بينما العالم في أمس الحاجة لها. وقال جوتيريش ”الزعماء مكلفون بتحسين معيشة شعوبهم. لكن الأمر أعمق من ذلك...
وبما أننا حراس على المنفعة العامة، ينبغي علينا أيضا أن نروج وندعم نظاما للتعددية بعد إصلاحه وتجديده ودعمه“. كما دعا الأمين العام إلى تجديد الالتزام بنظام يعتمد على القانون مركزه الأمم المتحدة، وحذر من نشر ”سياسة التشاؤم“.
وقال جوتيريش ”أولئك الذين يرون جيرانهم مصدرا لخطر قد يتسببون في تهديد حيث لا يوجد (تهديد). هؤلاء الذين يغلقون حدودهم أمام الهجرة النظامية يدعمون فقط عمل المهربين. وهؤلاء الذين يتجاهلون حقوق الإنسان وهم يحاربون الإرهاب يميلون إلى احتضان التطرف ذاته الذي يحاولون استئصال شأفته“.
من جانب اخر حذّرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من "تدمير" الأمم المتحدة. وقالت ميركل "اعتقد أن تدمير شيء دون تطوير شيء جديد أمر خطير للغاية". وأعربت ميركل المخضرمة التي كانت حليفا قويا للرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، عن اعتقادها أن التعددية تعتبر حلا للكثير من أزمات العالم.
وقالت إن ترامب يعجز عن رؤية حلول ترضي الجميع، وعوضا عن ذلك يرى فائزا واحدا فقط من كل مفاوضات دوليّة. وفي ثاني كلمة يلقيها امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال ترامب إنه "يرفض ايديولوجية العولمة ويتبنى مفهوم الوطنية". كما هاجم "الحوكمة العالمية" معتبرا إياها "إكراها وسيطرة" داعيا "الأمم المسؤولة الى محاربتها". وتقف ميركل في المعسكر المواجه لترامب مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي حذّر قبل كلمة ترامب من أن "النظام العالمي يزاد فوضوية اليوم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق