يفرض القانون الإنساني الدولي، المعروف أيضاً باسم قانون الحرب، قيوداً على سير الأعمال القتالية ويسعى إلى حماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي والطبي والجرحى من الجنود وأسرى الحرب.
إذ يُحظر استهداف المدنيين بصورة مباشرة. كما يُحظر استخدام الأسلحة التي لا يُمكن أن تقتصر آثارها على الأهداف العسكرية. وذلك يعني، في العالم الحقيقي والواقعي، عدم استهداف مستشفى أو عدم قصف المناطق المكتظة بالسكان على سبيل المثال. ولكن في العالم الرقمي، تصبح الأمور أكثر تعقيداً.
وقال هالوبو إنه من الصعب جداً تصميم برنامج خبيث يُضر بنظم معينة فقط لا بمجموعة واسعة منها. فهذا ما يبينه اختراق خدمة الإنترنت KA-SAT.
وإن الحرب الحالية بين روسيا وأوكرانيا، التي امتدت إلى الفضاء الإلكتروني، تعمل أيضاً على طمس الخط الفاصل بين المدنيين والجنود.
ففي 26 فبراير 2022، دعتتكنولوجيا المعلومات" الخاص بها وشن هجمات على الأهداف الروسية. ومنذ أول أيام الحرب، أعلنت "أنونيموس"(Anonymous) ، وهي مجموعة عالمية تضم مخترقين للشبكات الحاسوبية، أنها منخرطة في شن حرب إلكترونية على موسكو. حكومة أوكرانيا مخترقي الشبكات الحاسوبية الهواة في العالم للانضمام إلى "جيش
ويشك هالوبو في أن العديد من المحاربين الإلكترونيين يُدركون فعلا ما تنطوي عليه مشاركتهم في النزاع بموجب القانون الإنساني الدولي.
فقد قال: "إن هؤلاء المحاربين، قد يفقدون حمايتهم القانونية عن طريق مشاركتهم الفعلية في هذا النزاع على اعتبار أنهم مدنيون ويُعاملون كمقاتلين دون علمهم. فهم عرضة للانتقام من قبل الدولة التي يُهاجمونها، كما أنهم عُرضة للملاحقة القضائية المحتملة بعد الحرب".
حارس القانون الإنساني الدولي
بوصفها حارساً للقانون الإنساني الدولي، تولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر اهتماماً شديداً بآخر التطورات في ساحة القتال، وتتواصل سراً مع الدول لتذكرها بالقواعد السارية، وتقدر ما إذا كان القانون بحاجة إلى تغيير.
في السياق، قال تيلمان رودنهويزر، المستشار القانوني لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "إننا نشهد واقعاً أضحت فيه عمليات الفضاء الإلكتروني أكثر شيوعاً في النزاعات المسلحة"، وأضاف: "إن أحد الأدوار الرئيسية للجنة الدولية للصليب الأحمر يتمثل في إبراز الخسائر البشرية المحتملة لمثل هذه العمليات، والتكلفة التي يمكن أن يتكبدها المدنيون" بسببها.
لقد تمت بلورة القانون الإنساني الدولي في عالم لم تكن فيه الهجمات الإلكترونية موجودة بعدُ. فهل لا تزال قواعده تفي بالغرض اليوم، يجيب رودنهويزر قائلاً: "لا يُمكننا أن نضع قواعد جديدة للنزاع المسلح في كل مرة نشهد فيها تطوراً تكنولوجياً".
تعليق