الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

بلغنا حقبة جديدة من الحروب السيبرانية... لكن هل العالم مستعد لها

الحروب السيبرانية


عندما شن العملاء الأميركيون والإسرائيليون هجوم ستاكسنيت Stuxnet الإلكتروني على برنامج إيران النووي منذ أكثر من عقد من الزمن، هنـّأوا أنفسهم على إنجازهم، فقد قال الجواسيس والمهندسون والقراصنة الإلكترونيون لأنفسهم إنهم نجحوا في إلحاق أضرار بالغة بقدرة إيران على إنتاج اليورانيوم المخصب، وتمكنوا من إبطاء سير برنامجها النووي، من دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة أو التضحية [التفريط] بروح واحدة حتى.

لكن، تبين أن هذا الاستنتاج خاطئ إجمالاً، إذ سارعت إيران إلى تسخير مهاراتها ومعرفتها من أجل مواصلة تطوير وتسريع برنامجها النووي لكي يبلغ قدرات أعلى بعد، لكن حتى في ذلك الوقت، سرت بعض الهواجس في قطاع الأمن السيبراني الطري العود آنذاك من احتمال إعادة هندسة فيروس دودة الحاسوب الإلكترونية، أو شيء من قبيلها، أو نسخه ومحاكاته لكي يتسنى للجهات التي استهدفها أن تستخدمه كذلك.

وفي الواقع، لم تكن هذه الهواجس متشائمة بما فيه الكفاية، فقد افتتح ستاكسنيت حقبة جديدة من الحروب الإلكترونية العالمية، وبات عدد أكبر من الأفراد العاديين في مرمى المواجهات.

تذكروا أنه قبل شن هجوم ستاكسنيت، كانت الهجمات الإلكترونية غالباً ما تعتبر إلى حد كبير عمليات إزعاج أو تشويش أو سلوك إجرامي يستخدم لغايات التجسس في أوساط الشركات الكبيرة أو الحكومات. وبلغت قيمة قطاع الأمن السيبراني العالمي عندها عدة مليارات دولارات فقط، لكن في السنوات الخمس التي تلت [الهجوم]،

رجح أن تتخطى قيمته عتبة 210 مليارات دولار أميركي (159 مليار جنيه استرليني). أصبحت الحروب السيبرانية جزءاً من استراتيجية الأمن القومي في عدة دول، كما أنها أداة أساسية في مجال التجسس ومكافحة التجسس والتخريب والسرقة. وكل الدول تجاهد من أجل تعزيز دفاعاتها السيبرانية وقدراتها الهجومية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق