أظن أنّ مسألة ماسونية تنظيم الإخوان تحتاج إلى بعض التفصيل، ومن ضمن هذا التفصيل أنّ هناك فارقاّ بين ماسونية التنظيم الإخواني وماسونية أفراد الإخوان أنفسهم، فليس بالضرورة أن يكون أفراد الإخوان ماسونيين، ولكنهم في ذات الوقت ينتمون -علموا أم جهلوا- إلى تنظيم ماسوني يعمل على تحقيق أهداف الماسونية العالمية، ولكن ما هو التنظيم الماسوني العالمي، وما هي أهدافه؟. الماسون
ندخل إلى هذا العالم السري المخيف خطوة خطوة، ونبدأ الخطوة الأولى بما وضعته في كتابي «سرّ المعبد»، بجزأيه الأول والثاني، وقد وضعت معظم الأدلة والقرائن التي توافرت لدي في الجزء الثاني على وجه الخصوص، خاصة ذلك التدليس الذي مارسه علينا حسن البنا، حينما أشار في مذكراته إلى أنّه أخذ مبلغ خمسمائة جنيه التي بدأ بها تنظيمه من البارون دي بنوا، رئيس شركة قناة السويس، وهو اسم مخترع من حسن البنا.
لأنّ رئيس الشركة وقتها ولمدة عشرين عاماً بعد ذلك، هو الماركيز لويس أنطوان، رئيس المحفل الماسوني في باريس، أما البارون دي بنوا هذا فلا وجود له، وقد طلبت في سر المعبد أن يقوم الباحثون بالدخول إلى موقع شركة قناة السويس ليعرفوا اسم رئيس الشركة، آنذاك، ثم فليبحثوا عن تاريخ هذا الرجل ليعرفوا حقيقته، وفوق ذلك قدمت في الجزء الثاني عشرات الأدلة الموثّقة والقرائن المنطقية، وكلها تدل على اختراق الماسون لجماعة الإخوان، أو بالأحرى على ماسونية التنظيم منذ نشأته. الماسون
والحقيقة أنّ معلوماتي في هذا الشأن لم تكن وليدة شك أو تخمين، لكنها كانت قد توافرت لي من خلال شهادات موثقة لبعض كبار الإخوان، فضلاً عن أدلة أشرت لها في كتبي، لكن هناك أشياء ينبغي أن تكون تحت بساط البحث، ومن هذه الأشياء، ذلك التشابه الغريب بين كل الجمعيات السرية في العالم، نعم هناك صلة نسب بين تلك الجمعيات، طريقتها واحدة حتى لو اختلفت الأفكار والتوجهات.
ولا تقوم جمعية سرية إلا لأنّها تؤمن بأنّها مختلفة ومتميزة عن بقية مجتمعها، أو إنّها مختلفة عن العالم كله، ولا تقوم جمعية سرية إلا لتُعدّ نفسها ليوم مشهود تكون فيه في منتهى الجاهزية لفرض أفكارها على العالم، والماسونية من هذه الجمعيات، وكذلك الإخوان.
أما الماسونية فقد كان لها هيمنة وتأثير على مجتمعاتنا فى بدايات القرن العشرين إلى منتصفه، ولعل مما لا جدال فيه، أنّ الماسون هم الذين أقاموا أمريكا وأنشؤوا دولتها، هذه حقيقة يعرفها كل العالم، وما أمريكا إلا قارة ماسونية.
تعليق