في أطروحة حديثة، نُشرت في يونيو 2022، يجادل حسن أبو هنية بأن خســارة الإسلاميين في الأردن انتخابــات نقابــة المهندســين (في فبراير 2022) لم تكن مفاجئــة؛ إذ جاءت ضمــن سلســلة مــن التحولات فــي علاقة الإخوان المســلمين بالحكومــة الأردنية مــن التحالــف إلــى العــداء؛ متأثرةً بتحــولات البيئــة الجيوسياســية العالميــة تجــاه الإسلاميين وتحولات البيئــة السياســية المحليـة.
إن مسـارات صعـود وهيمنـة الإسلاميين -حسب أبو هنية- وطرائــق التراجــع والانحدار، ترتبــط بصــورة وثيقــة بالســياقات السياســية الدوليــة والمحليــة والسياســات الدينيــة.
الأطروحة التي حملت عنوان: “نهاية هيمنة الإسلاميين؟ انتخابات نقابة المهندسين في الأردن” والتي نشرتها مؤسسة فريدريش إيربت، مكتب الأردن، تناقش أن الحكومة، بمــا تملكــه مــن ســلطة ســيادية قانونيـة وأجهـزة أيديولوجية ومؤسسـات تنفيذية، تتموضع كفاعـل رئيس فـي تحديـد قواعـد اللعبة السياسـية، وبنـاء وإلغاء التحالفــات الاجتماعية، وحــدود وأطــر الهيمنــة الأيديولوجية.
تستدل الأطروحة في استنتاجها على تاريخ طبيعة العلاقة بين الإسلاميين والحكومة طوال ربع قرن؛ إذ ترتبــط مشــاركة وهيمنــة الإسلاميين علــى النقابــات المهنيــة وتمــدد الجماعــة وانحســارها داخــل مؤسســات المجتمــع المدنــي طوال الفترة الماضية بالتحالفــات التاريخيــة مــع الحكومــة، والمبنيــة علــى المصالــح المشــتركة، التــي تعتمــد علــى معطيــات الظــروف الاستراتيجية الدوليــة والتحولات السياسـية المحليــة.
نلخص في السطور التالية أهم ما ورد في هذه الأطروحة، والجدال بشأن وجوب الالتزام بـ”قواعد اللعبة” في العلاقة بين النقابات والإخوان والحكومة.
استعرض حسن أبو هنية في أطروحته تاريخ سيطرة الإخوان المسلمين على النقابات المهنية، مشيراً إلى أن تلك السيطرة تزامنت مــع حقبــة الانفتاح والديمقراطيــة عــام 1989، التــي تلاهــا رفـع حالـة الأحكام العرفيـة عـام 1992؛ حيـث بـرزت الجماعــة كقــوة سياســية أولــى فــي البلاد دون منـازع.
وهـو مـا ظهـر مـن خلال الانتخابات النيابية التـي جـرت فـي نوفمبر 1989، فقـد اســتثمرت الجماعــة البنيــة التحتيــة التــي وفرهــا النظــام فــي المســاجد والمــدارس والجامعــات والجمعيــات والنقابــات، علــى خلاف الأحزاب القوميـة واليسـارية التـي كانـت لا تـزال محظـورةً.
تعليق