الثلاثاء، 21 مارس 2023

برغماتية الإخوان المسلمين: هكذا تبدل جلدهم أكثر من مرة!

الإخوان المسلمين

يقدم الإخوان المسلمون أنفسهم على أنهم حركة إسلامية شاملة تتبنى المنهج الدعوي في نشر أفكارها، إلّا أن تقلبات مواقفها حوّلها إلى حركة سياسية برغماتية تسعى إلى تحقيق مصالحها، بغض النظر عن الوسيلة، وبما يتنافى مع الرؤية العقائدية الثابتة التي تنتهجها الأحزاب الأيديولوجية عادة، فالأحزاب الدينية محكومة بكونها لا تسمح للسياسة بانتهاك أفكارها، بعكس الحركات السياسية التي تتلوّن بما تمليه عليها الظروف.

أنها سياسة براغماتية انتهازية تستطيع التعامل مع كل الأطراف المتصارعة والمتناقضة في الوقت ذاته، ظل الإخوان طوال عهدهم أداة استغلال لخدمة داعميهم، وكانوا هم أول من يدفع ثمن أي تغيّر في سياسات الداعم.

وأنها تمتلك خططًا قصيرة الأمد في المنطقة، جعلتها تغير سياستها أكثر من مرّة وتحرف اتجاهها، بما يتوافق مع مصالحها طويلة الأجل والتي تتعلق بالوصول إلى الحكم، بغض النظر عن الوسيلة سواء كانت سياسية أو عن طريق العنف.

جماعة الإخوان لم تكن في فترة الربيع العربي حديثة العهد في ممارسة السياسة، فمنذ نشوئها، تنقلّت أكثر من مرة بين ممارسة العمل السري والعلني، بل وزاوجت كثيرًا بينهما.

وربما تكون أزهى أيام العمل السياسي للإخوان، تلك التي كانت قبل ثورة الضباط الأحرار في يوليو 1952، فقد استطاعت في الفترة الملكية، نسج علاقات وطيدة مع الملك فاروق، وفي ذات الوقت فتحت خطوط اتصال مع الاحتلال الإنجليزي، مما وفر لها حصة مادية من عائدات قناة السويس، قدمتها لها بريطانيا. بحسب ما جاء في كتاب: التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين لـ”مارك مورتيس”.

وعلى الرغم من الحرية السياسية في العهد الملكي، ومقدرة جماعة الإخوان على العمل السياسي العلني، إلّا أنها لم تتخلَ عن عملها السرّي المشبوه، فاستخدمت العنف ضد خصومها السياسيين، من خلال إنشاء ما يعرف بالجهاز الخاص، أو “التنظيم السري”، وهو ذراع إخواني توكل إليه مهام قتل القضاة، كما نجح التنظيم في اغتيال النقراشي باشا، رئيس الوزراء في العهد الملكي.

زاوج الإخوان في تلك الفترة بين العنف والسياسة، حتى حدوث ثورة 23 يوليو، فكانت من أقوى الأحزاب داخل مصر، إلا أنها انكفأت بعد محاولة التنظيم السري اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، فتعرضت للقمع، لتعود بعدها إلى العمل السرّي، في مشابهة تاريخية لوضعها الحالي، فقد التجأ أعضاؤها والقيادات إلى أنظمة معادية للنظام المصري، ومارسوا التحريض الإعلامي والديني من الخارج ضد الدولة المصرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق