السبت، 1 أبريل 2023

الحديث عن الإسلاموية بات شبه محرم في بلجيكا!

المركز الاسلامي في بروكسل

في كتابٍ جماعي صدر حديثاً في بلجيكا بعنوان «أخفوا هذه الإسلاموية.. الخمار الإسلامي واللائكية في ضوء ثقافة الإلغاء» تقول الباحثة الفرنسية في علم الأنثروبولوجيا “فلورنس بارغو-بلاكلار”: إن أي حديث حول الإسلاموية أصبح تقريباً من باب المحرمات في بروكسل، عاصمة بلجيكا ومقر المفوضية الأوروبية.

في حين أن الأصولية الإسلامية وثقافة الانزواء الطائفي ما فتئتا تنموان وتتمددان في هذه المدينة الأوروبية، وفي بلجيكا عموماً. هذا الرأي تشاطره مجموعة من الباحثين ينشطون في “مرصد الأصولية” الذي تشرف عليه “فلورنس بارغو-بلاكلار”، وكتبوا مساهماتٍ في نفس الكتاب؛ حيث نددوا بغياب النقاش حول المسائل المتعلقة بالحركات الإسلاموية في بلد (بلجيكا) قانونه يقرّ صراحة حياد مؤسسات الدولة، في كل ما يتعلق بالمعتقدات الدينية.

«أخفوا هذه الإسلاموية.. الخمار الإسلامي واللائكية في ضوء ثقافة الإلغاء»؛ كتاب جماعي صدر بتنسيق من الباحثَين “فلورنس بارغو-بلاكلار” Florence Bergeaud-Blackler، و”باسكال هيبار” Pascal Hubert، ومن تقديم الفيلسوفة الفرنسية والمدافعة عن حقوق النساء “إيليزبات بادنتر” Elisabeth Badinter. وعلى الرغم من أن الصحف الفرانكوفونية لم تشر ألبتة إلى هذا الكتاب؛ فإنه يتصدر قائمة المبيعات في كبرى المكتبات في بلجيكا.

في الحوار التالي، الذي خصَّت به مجلة “الإكسبرس” الفرنسية، تشرح “فلورنس بارغو-بلاكلار”؛ الباحثة المختصة في المنتجات الحلال في أوروبا، والمقيمة بالمركز الوطني (الفرنسي) للبحوث العلمية، الأسبابَ التي جعلت من بعض أحياء مدينة بروكسل نوعاً من الحصن الذي تنمو فيه الإسلاموية، ومنه تمدد في باقي أنحاء أوروبا. وتؤكد نفس الباحثة أن النخب الأوروبية لا تخوض في هذه المسألة إلا من زاوية الإسلاموفوبيا.

هذه المبادرة يعود فيها الفضل إلى مربية تحمل الجنسيتَين البلجيكية والمغربية؛ وهي فضيلة معروفي، التي طلبت مني ترؤس الهيئة العلمية لهذا المرصد. ولاقت هذه المبادرة دعماً من مجموعةٍ قوامها أربعون شخصاً؛ جلهم من المواطنين البلجيكيين.

 تقوم فكرة هذا المرصد على إحداث مؤسسة بحثية متخصصة في دراسة ونشر أبحاث حول انتشار الفكر الأصولي في بلجيكا، وكذلك مساعدة ضحايا هذا الفكر؛ خصوصاً النساء الشابات والمثليين والأشخاص الذين يقررون تغيير ديانتهم. كما يقوم المرصد بحملاتٍ إعلانية على شبكات التواصل الاجتماعي؛ الهدف منها تنبيه الرأي العام المحلي حول خطورة هذا الفكر الظلامي، ومدى تمدده في النسيج الاجتماعي الأوروبي.

تطوَّرَ الفكر الإسلاموي في بلجيكا منذ نحو أربعة عقود في علاقةٍ مع وفود أعداد مهمة من المهاجرين المسلمين من أصول تركية ومغاربية. استغل الإخوان المسلمون مناخ الحرية الذي يميز هذا البلد وتغلغلوا تدريجياً في النسيج الاجتماعي المحلِّي، وذلك عبر عددٍ من الجمعيات التي تقدم مساعدات اجتماعية ومعيشية إلى الفئات المهمشة، وتنشط في ميادين اجتماعية مختلفة؛ كالتعليم والصحة، والاندماج في سوق الشغل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق