الجولاني يهرب من المطالبين بإسقاط حكم جبهة النصرة بتسويق الأوهام
حراك مستمر منذ أكثر من 3 أسابيع في محافظة أدلب شمالي سوريا، ضد جبهة النصرة الإرهابية والمعروفة حالياً باسم هيئة تحرير الشام وضد قائدها أبو محمد الجولاني وضد حكومته المُسماة الإنقاذ تحت مطالب واضحة: إسقاط الجولاني وحلّ مجلس الشورى وتشكيل مجلس من كافة أعيان ووجهاء المنطقة ليست له صلة بأي طرف عسكري، وحلّ ما يعرف بجهاز الأمن وإحالة قادته للتحقيق بعد مقتل معتقلين لديه تحت التعذيب في ملف الصراع الداخلي بين أجنحة الهيئة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية بعد أن حاول الجولاني ومن معه طوال الفترة السابقة الإيحاء بأن منطقة سيطرتهم تعمّ بالاستقرارين الأمني والاقتصادي، والمطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي.
تظاهرات في ريفي حلب وإدلب
وقد شملت التظاهرات عدداً من المناطق سيطرة الجولاني في ريفي حلب وإدلب، لكنها تركّزت في مدينة إدلب التي تعدّ معقل الجبهة الأبرز، وكذلك في العديد من بلدات ريفي إدلب وحلب.
وقد فسّر هذا الحراك الشعبي من قبل بعض الخبراء والمتابعين، بأنه نتيجة طبيعية لممارسات الجماعات الإرهابية التي حصلت خلال السنوات السابقة .
القفز فوق المطالب
في المقابل وبعد 3 أسابيع من بدء التظاهرات ضده، خرج الجولاني الخميس الماضي، بتصريحات حاول من خلالها احتواء الموقف، خلال لقاء مع وجهاء ونخب من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيمه، متصنّعاً الجانب الديمقراطي في شخصيته مع الإشارة الى أنه تعمّد القفز فوق مطلب تنحيته الذي جاء في مقدمة مطالب المحتجّين عليه، عندما قال بأن واجب أي سلطة الاستماع إلى مطالب الناس وتنفيذ المحقّ منها (أي ما يعني بأنه سيقبل بتنفيذ ما يكون محقاً في معياره). وحاول الجولاني الادعاء بأن المحتجّين يطالبون بحالة مثالية، فيما هم فعلاً يطالبون بأقل ما يمكن لسلطة أمر واقع تحقيقه. مقدّماً مشروعاً وهمياً جديداً عبر الإعلان عن هدف أساسي، هو "تحرير سوريا بشكل كامل"، المشروط بتحقق الوحدة الداخلية.
إفراج عن عدد من المعتقلين
ولكي تمتص جبهة النصرة الإرهابية حركات الاحتجاج العارمة وتداعياتها الخطيرة، أفرجت عن نحو 500 شخص من القيادات والعناصر المتهّمين وفق ملف الصراع الداخلي، فيما أبقت على معتقلي الرأي داخل سجونها، ولم يشملهم العفو المزعوم. مع العلم بأن الإفراج عن المتهمين الـ 500، كشف حجم التعذيب والتنكيل الكبيرين الذي لم يستثنِ قادة بارزين في الهيئة (انتزاع اعترافات كاذبة منهم تحت التعذيب الشديد)، فماذا سيكون عليه حال معارضي الهيئة؟!
تعليق