الاثنين، 20 يونيو 2022

شربل

صراعات المواقع الاجتماعية .. الوجه الجديد للهيمنة العالمية

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

مواقع التواصل الاجتماعي

دخلت مواقع التواصل الاجتماعي جميع جوانب الحياة اليومية حتى أنها أصبحت في ظل الثورة التكنولوجيا الهائلة في صناعة الهواتف الذكية في كل زمان ومكان ومتاحة للصغير والكبير، مواقع التواصل الاجتماعي لا تقتصر فقط على مواقع للتعارف فقط وإنما تصبح مواقع للحصول على المعلومات واستغلالها بطرق مختلفة.

حيث تعتبر هذه المواقع بمثابة منصة سهلة للحصول على المعلومات حول العديد من الأشخاص، ويعتبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" من أشهر وأكثر المواقع الاجتماعية مشاركة بالاضافة الى موقع تيك توك الشهير ويعتبر الموقعين منصتين للحصول على المعلومات الشخصية لعدد كبير من مستخدميها، حيث يقوم المستخدمون بعرض بياناتهم الشخصية بالإضافة للصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهم، الأمر الذي يجعلهم عرضة للجهات الراغبة في الحصول على معلومات حول هؤلاء الأشخاص.

بعدد مستخدمين تجاوز 2 مليار مستخدم، لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد أداة للترفيه وتحقيق التواصل بين الأفراد، بل ظهر لها وجه آخر قبيح، وتحولت إلى ساحة خلفية لممارسة نوع جديد من الحروب، هي بالأساس حروب أفكار.

وطرحت عدة إشكاليات رئيسية، منها الأمنية المتعلقة باستخدام المنظمات الإجرامية والجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي كويسلة لتهديد الأمن الدولي، ومنها السياسية المتعلقة بضمان حق الأفراد في تحقيق التواصل الآمن بينهم دون اختراق لخصوصيتهم، أو تهديد لحريتهم في إبداء الرأي والتعبير، ومنها الثقافية التي تتعلق بالحفاظ على الهوية والقيم والمعتقدات التقليدية في عالم مفتوح الثقافات ولا يعترف بحدود جغرافية.

فتشكلت جبهة حرب حقيقية موازية، ساحة القتال فيها هي مواقع التواصل الاجتماعي، وأدوات القتال هي الفكرة والمعلومة والصورة والفيديو وبرامج التجسس واختراق الخصوصية، والخسائر فيها تتنوع ما بين السياسية والاقتصادية والأمنية.

تبدأ بمستوى الفرد وتنتهي بمستوى الدولة وهو ما دفع بعض الدول لإنشاء كتائب وجيوش إلكترونية، مهمتها الرئيسية الدفاع عن صورة الدولة، والمساهمة في تحقيق أهدافها؛ ومواجهة أعدائها، فبدا في الأفق ظاهرة جديدة قيد التشكيل، يمكن تسميتها حروب مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد جاءت حروب مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح أحد أركان حروب الجيل الخامس ؛ بما تميّز به من خصائص مثل: تغيّر طبيعة الخصوم، والأهداف، والأسلحة، والفاعلين الرئيسيين في هذه الحرب؛ حيث لا تستهدف هذه الحرب تحقيق نصر عسكري بقدر تحقيق نصر سياسي معنوي، يستهدف كسر الإرادة، ورفع تكلفة الخصم باستمراره في صد هذه الهجمات.

ويحاول الكاتب تقديم تصور متوازن يعمل على الدمج بين حق الدولة في الحفاظ على أمنها القومي ضد أي تهديدات محتملة قادمة من مواقع التواصل الاجتماعي، وبين حق الأفراد في الحفاظ على خصوصيتهم وممارسة حقهم الطبيعي في التعببير عن الرأي، وذلك من خلال مطالعة بعض التجارب الدولية في عدد من الدول سواء كانت سلطوية أو ديمقراطية.

صراعات المواقع الاجتماعية .. الوجه الجديد للهيمنة العالمية
تقييمات المشاركة : صراعات المواقع الاجتماعية .. الوجه الجديد للهيمنة العالمية 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق