يعتمد علم الفلك كثيرا على الحسابات الرياضية ونماذج المحاكاة المعلوماتية في الكشوفات الكبرى، منها اكتشاف الكوكب نبتون في القرن التاسع عشر وآخرها احتمال اكتشاف كوكب تاسع في المجموعة الشمسية قبل ايام، لكن هذه الطرق التي لا تعتمد المراقبة المباشرة تبقى تكهنات في نظر البعض.
فقبل ايام، اعلن عالما الفلك الاميركيان كونستانتان باتغين ومايك براون من المعهد التكنولوجي في كاليفورنيا (كالتيك) انهما رصدا كوكبا تاسعا في مكان بعيد من المجموعة الشمسية، وهما لم يرصدا هذا الكوكب عبر التلسكوبات الفضائية، بل انهما عرفا بوجوده استنادا الى حسابات رياضية ونماذج معلوماتية. بحسب فرانس برس.
وهذه الطرق ليست جديدة في علم الفلك، ويقول عالم الفضاء فرنسوا فورجيه الباحث في وكالة الفضاء الفرنسية لوكالة فرانس برس "انها طرق قديمة جدا، حين يجري رصد اضطراب ما في حركة كواكب، فيبدأ البحث عن جرم آخر خفي" يسبب هذا الاضطراب، ويضيف "يشبه هذا الامر ان نرى قطيعا من الماعز يسير بانتظام وبشكل متراص، فنفهم ان هناك كلبا وراء القطيع حتى لو لم نكن نراه".
ويستخدم علماء الفضاء النماذج الرياضية في الكثير من الابحاث الفضائية، منها مثلا البحث عن الثقوب السوداء التي لا يمكن قط مشاهدتها اذ انها تبتلع الضوء فلا يصل منها الينا اي شعاع، ولم يكن ممكنا ادراك وجودها سوى عن طريق الحسابات، على ما يشرح عالم الفضاء ادوارد بلومر الباحث في مرصد غرينيتش الملكي في بريطانيا.
منذ التسعينات يلاحظ علماء الفضاء وجود مجموعة من الاجرام منها ستة تدور في مدار واحد تقريبا، وهو ما اثار فضولهم لفهم اسباب هذه الظاهرة، على ما يقول اليساندرو موربيديللي الباحث في وكالة الفضاء الفرنسية لوكالة فرانس برس.
ويوضح العالم ان نسبة ان تكون هذه الظاهرة مردها الى الصدفة لا يتعدى 0,007 %، فكان لا بد للعلماء من البحث عن السبب، وظل هذا السؤال مفتوحا الى ان قدم العالمان الاميركيان فرضيتهما قبل ايام، وهي تقول بوجود كوكب في اقاصي المجموعة الشمسية هو الذي يؤثر بجاذبيته على حركة هذه الاجرام. وان صح ذلك فسيكون هذا الكوكب التاسع في المجموعة الشمسية التي يقع فيها كوكب الارض.
تعليق