مع انطلاق العملة الرقمية Cryptocurrency عام 2009م أصبحنا نواجه عصرا جديدا يمكن أن يطلق عليه عصر العملات الرقمية حيث يتم استخدامها في المبادلات و المعاملات المالية و الدفع المباشر إلكترونيا.
و رغم أنها ليس لها وجود مادي و تصدر بدون سلطة مركزية أو جهة إصدار و لا يوجد بنك مركزي أو نظام احتياطي يسيطر على إصدارها إلا أنها لاقت قبولا كبيرا وغير متوقع في تلك الفترة القصيرة.
و تهدف هذه الورقة إلى التعرف على مدى تأثير النقود الرقمية بصفة عامة على عرض النقود و فاعلية السياسة النقدية من خلال افتراض مزاحمة النقود الرقمية للنقود التقليدية في وسائل الدفع الجارية.
انقسمت هذه الدراسة إلى شقين: الأول جزء تعرفي يوضح ماهية النقود الرقمية و أهم الاعتراضات و المخاوف التي تواجهها و الثانى جزء تحليلي يستشرف دور البنك المركزي في ظل بيئة اقتصادية تنازعه فيها للمرة الأولى جهات غير معلومة تؤثر على عرض النقود و مدى تأثير ذلك على السياسة النقدية.
و خلصت الدراسة إلى أن العملة الرقمية في الوضع الحالي هي أبعد ما تكون عن أن تكون بديلا عن العملات التقليدية و بالتالي لا تمثل خطورة على دور البنك المركزي في التحكم في المتغيرات الاقتصادية و أهمها التحكم في العرض النقدي.
و لكن مع الانتشار السريع للعملة الرقمية و زيادة قبولها كوسيط للتبادل يمكن أن تكون خطرا على دور البنك المركزي و فقدان البنك المركزي لإحدى أبرز أدواته قد يفقد السياسة النقدية جزءا كبيرا من فاعليتها و هو ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند مناقشة مستقبل العملة الرقمية.
تعليق