السبت، 19 أغسطس 2023

شربل

بعد قرن من الزمان سقوط شجرة الإخوان اليابسة

شربل بتاريخ عدد التعليقات : 0

شعار الاخوان

بعد مرور قرن على تأسيسها في بلدة صغيرة شرقي مصر، أصبح سقوط شجرة جماعة الإخوان المسلمين اليابسة أمراً حتمياً. ولكن في الواقع، ليس بالضرورة أن يعني سقوطها نهاية التنظيم. ربما يكون الأمر مجرد خطوة ضرورية لإعادة ظهور أقدم تنظيم إسلامي سياسي في صورة جديدة وتحت قيادة جديدة، تصبح أكثر تكيفاً مع التحديات التي يحملها الواقع السياسي الجديد في الشرق الأوسط والعالم.

ويؤيد هذه الفرضية تاريخ الجماعة الطويل من الاستمرار المتزامن عبر قنوات سياسية وجهادية أخرى. وفي هذا الصدد، ما الذي يجب أن تتوقعه الدول العربية التي تكافح التنظيم بلا هوادة؟ والسؤال الأهم: ما الذي يفعله صناع القرار في هذه الدول في هذه اللحظة غير المسبوقة من تاريخ الإخوان المسلمين؟

حين أمضى قادة الإخوان الهاربون الأعوام السبعة الماضية، منذ الإطاحة بهم من مصر، في التصارع على مناصب السلطة في كيانهم المنهار، كان التنظيم يخسر آلافا من قواعده ومن المتعاطفين معه. وأغلب هؤلاء من شباب الإخوان المسلمين الذين تأثروا بصدمة الإخفاق السياسي لقادتهم وحقيقة أنهم تُركوا وحدهم ليدفعوا ثمن فشل الجماعة بالكامل.

تعرض قطاع كبير من شباب التنظيم والمتعاطفين معه من عامة الشعب للاعتقال على يد السلطات المصرية ما بين عامي 2013 و2015 بسبب تورطهم في أعمال شغب وعنف. وفي أثناء تلك الفترة، ارتكبت عناصر الإخوان أكثر من ثلاثة آلاف عملية ضد رجال الشرطة والمدنيين ومنشآت الدولة، وفقاً لسجلات الشرطة والمحاكم. ارتكب هذه الأحداث العنيفة الشباب، ولكن جاء التمويل والتخطيط من القيادات الوسطى للتنظيم، الذين مكثوا في مصر بعد أن هربت قياداتهم العليا أو وقعت قيد الاعتقال.

كان الهدف من هذه العمليات هو إثارة حالة من الفوضى غير القابلة للسيطرة لإجبار القيادة السياسية المصرية الجديدة ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي على السعي إلى تسوية سياسية مع الإخوان، كما فعل نظام مبارك المتسلط من قبل.

وعلى الرغم من أن نظام مبارك وإعلامه تعاملا مع الإخوان المسلمين باعتبارهم «جماعة محظورة»فإنه لم يمنعهم من ممارسة أنشطة حشد سياسيفي الظل بين جمهور المواطنين. واستطاع الإخوان بذكاء استغلال الفرصة لاجتذاب عدد غير مسبوق من الأنصار بأن قدموا للمواطنين خدمات صحية واجتماعية عجز نظام مبارك الفاسد عن تقديمها.

ونتيجة لذلك استطاع الإخوان المسلمون الفوز بـ88 مقعدا في البرلمان (حوالي 20 في المائة) في الانتخابات التشريعية التي أقيمت عام 2005، والتي كانت علامة فارقة في تاريخ الجماعة. ويفسر ذلك أيضاً سبب تمتع التنظيم بأعداد كبيرة من الأنصار بين الجماهير عند اندلاع ثورة الربيع العربي ضد مبارك، مما مكنَّهم من الاستحواذ على الرئاسة وأغلبية البرلمان في عام 2012. ولكن لم يمر وقت طويل قبل أن يكتشف المواطنون المصريون، الذين خُدِعوا بالخطاب الديني والخدمات الاجتماعية التي قدمها الإخوان المسلمون، أن الجماعة لا تقل فساداً ولا استغلالاً عن نظام مبارك.

وعقب الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين من الحكم في عام 2013 مباشرة، قرر 600 من أعضاء الجماعة من الشباب الاستقالة وإنشاء حزب إسلامي سياسي خاص بهم. وكان تحركهم الجريء يمثل تمرداً على السياسات المعيبة التي يتخذها قادة التنظيم والتي أدت إلى إسقاطهم من الحكم. 

في الوقت ذاته، كشف الشباب المنشق لوسائل الإعلام أنهم يرفضون طاعة أوامر قادتهم بإحداث الفوضى في جميع أنحاء مصر. وبعد عدة أعوام، اختفت هذه المجموعة من شباب الإخوان المنشقين بلا أثر، مما يوحي بأن ظهورهم في ذلك التوقيت كان مناورة تكتيكية من الجماعة لضمان بقائها السياسي داخل مصر بعد سقوطها المدوي في قبضة الأجهزة الأمنية.

بعد قرن من الزمان سقوط شجرة الإخوان اليابسة
تقييمات المشاركة : بعد قرن من الزمان سقوط شجرة الإخوان اليابسة 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق