اردوغان و حرب شرق المتوسط
يسعي الادوغان الي حلم التوسع التركي العثماني ليعيد اساطير اجدادة الذين فتكوا بالاوطان
فأردوغان وحكومته يعملان ليل نهار على المضي في خطط التدخل في المتوسط ومزيد من التدخل في الأزمة الليبية، وبدا هذا جليا في الطلب الرسمي من حكومة فايز السراج للحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري لمواجهة الجيش الوطني الليبي. ويأتي هذا بالتزامن مع زيارة أردوغان إلى تونس لقرع طبول الحرب في شرق المتوسط، إلا أن الموقف التونسي جاء مناقضا تماما للموقف التركي، فتونس تدعو وتسعى من أجل السلام في الجار الليبي، بينما أردوغان يريدها حربا مستعرة.
هناك نزاعات منذ عقود بين تركيا واليونان على جزر في بحر إيجه، ونزاعات مع قبرص بشأن المياه الإقليمية للجزيرة منذ عام 1974، عندما غزت قوات تركية شمال قبرص بعد انقلاب وجيز للقبارصة اليونانيين. وبإبرامها الاتفاق مع ليبيا، يقول محللون إن أنقرة جعلت بالأساس اليونان وقبرص في حالة ترقب شديد، مظهرة أنها مستعدة للتحرك بحزم لتحقيق مرادها أو فرض مفاوضات جديدة بخصوص النزاعات القائمة منذ وقت طويل. في الوقت نفسه، تعرقل تركيا جهود قبرص واليونان وإسرائيل ومصر للتوسع في عمليات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، واضعة حاجزاً أمام خط أنابيب مقترح يمتد من مياه إسرائيل إلى المياه اليونانية القبرصية حتى جزيرة كريت اليونانية والبر الرئيس لليونان وإلى شبكة الغاز في أوروبا عبر إيطاليا. وسيتعين أن يمر خط الأنابيب، الذي تتراوح تكلفته بين سبعة إلى تسعة مليارات دولار، في المنطقة الاقتصادية التركية- الليبية المزمعة.
يحاول الرئيس التركي حاليا بتطبيق نفس الخطط عن طريق الدفع بالمقاتلين والجماعات الإرهابية إلى واجهة الصراع في ليبيا المطلة على حدود أوروبا المتوسطية، وذلك أملا في تحقيق أي اختراق سياسي يمكّن حكومة الوفاق في الحفاظ على مكاسبها وسط طرابلس، ما يضمن لتركيا نصيبا من غاز المتوسط ينتشل اقتصادها من الأزمة التي يمر بها. ناهيك عن الأسلوب الدعائي الذي تستخدم وسائل الإعلام المقربة من أردوغان، فهو يشبه إلى حد بعيد أسلوب الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل القاعدة وداعش التي تبرر هجماتها الإرهابية التي تقوم بها في جميع أنحاء العالم "بدفاعها عن الإسلام".
تعليق