الأرجح إنها الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل، بل إنها قفزة في تاريخ الإنترنت وُضعت على درب التحقّق. منذ بداياتها، رافق شبكة الإنترنت حلم بأن تكون متاحة لكل الناس، بل لكل فرد على الأرض، مهما كان موقعه جغرافيّاً وعلى مدار الساعة، وبحرية تامة. ومنذ انطلاقتها في مطلع التسعينات من القرن العشرين.
تقدّمت الإنترنت خطوات نوعيّة في تحقيق ذلك الحلم، لعل أقربها هو وصول الناس إليها من الهواتف النقّالة، وعبر الـ"واي فاي" في المنازل، إضافة إلى الخطوط المتفرعة من كوابل الإنترنت الممتدة كشرنقة عبر الكرة الأرضيّة بأسرها.
ماذا عن الذين لا تصلهم خطوط الإنترنت؟ ماذا عمن لا تغطيهم شبكات الموبايل أو لا تستطيع توصيل الإنترنت إليهم؟ ماذا عن سكان الأرياف والمناطق النائية والصحارى والجزر؟ حتى عندما تصل الإنترنت إلى من يستطيعون الاتصال بها حاضراً، تبقى مشكلة السرعة والقوّة والقدرة على نقل البيانات مشكلة كبيرة.
من دون سرعة كبيرة أو سعة ضخمة في نقل البيانات، يصعب وضع الإنترنت بصورة مجدية في تقدّم المجتمعات، مثل استخدامها في إيصال الرعاية الصحية من بُعد (بما فيها العمليات الجراحية)، أو إجراء تجارب علمية متطوّرة ومشتركة بأسلوب المحاكاة الافتراضيّة، أو التعامل مع "إنترنت الأشياء" Internet of Things ومعطى "البيانات الضخمة" Big Data وغيرها.
والأرجح أنّ تلك الأسئلة والمعطيات تقف في قلب مبادرة ضخمة في مسار ثورة المعلوماتيّة والاتصالات المتطوّرة، تتمثّل في السعي إلى إيصال الإنترنت إلى كل فرد على الأرض، عبر الأقمار الاصطناعيّة. واستطراداً، تأتي الإنترنت للناس كأنها أشعة نور يتفرق بين أجهزتهم ولا يزيده التفرّق إلا قوّة وتغلغلاً في تفاصيل الحياة اليوميّة للبشر.
تعليق