يحارب العالم ظاهرة الإرهاب، في واحدة من أشرس المعارك التي تخوضها الحكومات المختلفة، وفي أوروبا تحديدًا، تبرز أسماء مؤسسات وشخصيات تلعب دورًا رئيسيًّا في القضاء على هذا «السرطان» الذي باتت تعاني منه أغلب دول العالم.
وكالة الشرطة الأوروبية، وأُسِّسَت عام 1998؛ لتكون مهمتها الرئيسية تقديم الدعم اللوجيستي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في كل ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، وتقوم الوكالة بعمليات تحليل للمعلومات؛ لتقدم إفادات بها للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والمساهمة مع المؤسسات الأوروبية في وضع الاستراتيجات اللازمة للحفاظ على أمن هذه الدول.
وتعمل الوكالة على التنسيق مع دول العالم المختلفة؛ لجمع المعلومات عن الجماعات الإرهابيَّة والعمليات التي قد يُخطِّط أشخاص لتنفيذها في الداخل الأوروبي، وكان أول من دعا لتأسيس هذه الوكالة، المستشار الألماني، هيلموت كول (1930 ـ 2017)، في المنتدى الأوروبي الذي عُقِد في لوكسمبورج عام 1991.
مع تكثيف الجماعات الإرهابيَّة هجماتها في القارة الأوروبيَّة، استدعى هذا وجود مركز متخصص لاقتراح خطط واستراتجيات للتعامل مع الإرهاب، وأُسِّس هذا المركز عام 2016؛ ليكون بيت خبرة يقوم على معاونة الدولة الأوروبيَّة في مكافحة الإرهاب، ويشمل دور المركز تقديم الدعم اللوجيستي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خلال قيامها بتحقيقات متعلقة بقضايا إرهابيَّة، إضافة إلى تعقُّب المقاتلين الأجانب الذين يشاركون في القتال مع المنظمات الإرهابيَّة في مناطق الصراع في الشرق الأوسط.
ويُعَدُّ أبرز دور يقوم به المركز، هو تتبُّع مصادر تمويل الجماعات الإرهابيَّة، ورصد آليات الدعاية التي تستخدمها المنظمات الإرهابيَّة على الإنترنت.
تُعَدُّ المؤسسة الأبرز في مكافحة الإرهاب في ألمانيا، (أُسِّسَت عام 1950)، وتقوم بدور مشابه لمؤسسات المخابرات، وتخضع لسلطة وزارة الداخلية الاتحادية، ويشمل دورها حماية الدستور، وتحقيق تعاون بين الحكومة الاتحادية والولايات فيما يخص حماية الدستور والأمن، وتعمل الهيئة مع نظيراتها في الولايات؛ لجمع المعلومات عن أي تهديد للنظام الديمقراطي.
وتقوم هيئة حماية الدستور على جمع المعلومات والاستخبارات التي تهدف لمنع وقوع عمليات إرهابيَّة، ومقاومة التجسُّس الخارجي، وتتولَّى الهيئة تنسيق العمل مع 16 دائرة مماثلة مستقلة على مستوى الولايات.
تعليق