وأوردت الدراسة التي صدرت، الأربعاء، تحت عنوان "الإسلاموية تحديًا أيديولوجيًّا وخطرًا تنظيميًّا"، أن الاستجابة لمخاطر الإسلام السياسي تحتاج إلى رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار العناصر السياسية والتنموية والأمنية من ناحية أولى.

أما من ناحية ثانية، فتقوم الرؤية على تجديد الفكر الديني والمؤسسات الدينية وإصلاح مناهج التربية والتعليم، وتطوير الخطاب الديني في وسائل الإعلام وفي شبكة الإنترنت.

وقال الباحث المختص في الدراسات الإسلاموية، فريد بن بلقاسم في دراسته، إن مواجهة حركات الإسلام السياسي تتخذ وجوهًا عدة، فيها عوامل الأمن والسياسة والمجتمع والاقتصاد والفكر والثقافي، ثم أكد أن المواجهة الفكرية والثقافية هي أهم الوجوه وأخطرها.

وأكد بلقاسم أن إلحاق الهزيمة بـ"الإسلام السياسي" لا يكون في ساحات المعارك فقط، في حال اتجهت بعض حركاته وتنظيماته إلى العنف، وإنما يكون أولاً وقبل كل شيء في ساحات الفكر وفي العقول.

أوضحت الدراسة أن جماعات الإسلام السياسي استغلت جملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تخلق وضعًا هشا لتكون فاعلة على أرض الواقع، وتتراوح تجاربها بين المعارضة بمختلف أشكالها من "السلمية" إلى الاحتجاجية والعُنف، وممارسة الحكم الذي وصلت إليه بوسائل مختلفة.

وتابعت الدراسة أن جماعات الإسلام السياسي تستغل حالة التدين الفطري لدى الشعوب العربية والإسلامية، وميلها إلى الدين في أوقات الأزمات، ونمطًا معينًا من المعارف والتصورات الدينية التي تورث أرضية ملائمة لاستغلال الدين لأغراض أيديولوجية، منها بالخصوص، الميل إلى التقليد والاتباع وتمجيد الماضي، والاستعداد لتصديق كل من يتكلم باسم الدين.